المجالس هي المدرسة التي كانت في السابق تعلم وتربي المجتمع , وهي التي اليوم تؤدي دورها في المجتمع ، فتقوم بتعليم الأبناء من المهد إلى اللحد ( المعرفة ) ، وتثقفهم من الناحية التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والدينية والنفسية والفكرية والعلمية والطبية ...إلخ , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخلاق والوسيلة والفضيلة والكرم والنبل والشهامة ، وغرس حب المبادرة والتعاون والإنجاز والتفاني لأجل مجتمع طيب .
وقد أصبحت المجالس عادة لأفراد المجتمع (إلاّ) أنها أصبحت من ضمن برامجها اليومية أو الأسبوعية , وهو ما شجع كل فرد فيهم أن يجعل من بيته أو بيت أبيه مقر لهذه المجالس , وتكون أوقات هذه المجالس عادة إما صباحاً أو مساءً وخاصة لأنها مرتبطة في أوقات أصحاب المجلس أو من يلازمها لطبيعة عملهم.
المجالس تقوم بتأدية دورها المطلوب من صقل الفرد وخدمة المجتمع في شتى مجالاتها ، وتقوم على تأصير الترابط والمودة بين أفرادها ، الرجال في مجالس السابق لم يكونوا ينظرون إلى العرق أو الانتماء الطائفي ، فهي قائمة على الطيب ، ولذلك قيل :
أول يقولون المجالس مدارس
يلقي به الطيب مكانه وطيبه
أما المجالس في وقتنا الحالي لم تعد هي نفسها مجالس الأمس ، فلم تعد تؤدي ما كان مطلوباً منها بالأمس من تأديب وتربية وثقيف وتعليم ، بل أصبحت مغرمة بلعب ألعاب الكمبيوتر ومشاهدة التلفاز ولعب الورق .. وغيرها من أمور ساذجة ، فلم تعد تنفع الجيل الحالي بل ضيعته وحجمته ، وكسرت مبادئ المجالس السابقة فجعلتها في انحدار دائم من الأعلى إلى الدرك الأسفل.
وأيضا لم تعد تهتم بالجانب التربوي والأخلاقي فقد أصبحت تخلط بين المحترم والسفيه ، وتبجل الفاسق وتستهزئ بالخلوق , وهذه مشكلة كبيرة ومؤلمة ، تصل في أعلى درجاتها إلى خطر التقلب السريع ، و التقلب السريع يعني تغير قيم المجتمع بشكل سريع وكبير، وهذ ما قاله الشاعر أيضاً :
واليوم لو توقف مع الناس حارس
تلقى مجالسهم نميمه وغيبه
وهذا ما نجده في التراث من ذم لهذه المجالس ، و كمثال نتناول دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام في هذا الشأن " اولعلك رأيتني في الغافلين فمن رحمتك آيستني أو لعلك رأيتني آلف مجالس البطالين فبيني وبينهم خليتني أو لعلك لم تحب أن تسمع دعائي فباعدتني أو لعلك بجرمي وبجريرتي كافيتني " ، فالمجالس أصبحت في غفلة والله لا يحب الغافلين ، لذلك فإنه لا يسمع دعاء أصحاب هذه المجالس المملوؤة بالغفلة المسكونة بكثرة الذنوب الفارغة في فكرها وأخلاقها ، فقامت بتخريج مفسدين.
وهنا يجب على الآباء والأبناء الكبار أن يبحثوا عن كتب في معرفة الأمور المستحدثة والتطور السريع في الحياة لكي يعرفوا كيفية التعامل معها وتربية جيل نافع و مثقف , وأيضا عليهم حضور الندوات التي تتحدث عن هذه المشاكل ومعرفة أدوارهم التي يقومون بها في هذه المجالس , وكذلك على المفكرين والمثقفين والأخصائيين النفسانيين بأن يختلطوا بهذه المجالس لكي يكون دورهم فاعل ويساعدون الأبناء في التفكير والعمل والإخلاص والتفاني وروح المبادرة وقيادة الأمة ، وكما قال الشاعر :
والأجودي للجود فاهم ودارس
يحفظ لسانه عن كلام يعيبه
وقد أصبحت المجالس عادة لأفراد المجتمع (إلاّ) أنها أصبحت من ضمن برامجها اليومية أو الأسبوعية , وهو ما شجع كل فرد فيهم أن يجعل من بيته أو بيت أبيه مقر لهذه المجالس , وتكون أوقات هذه المجالس عادة إما صباحاً أو مساءً وخاصة لأنها مرتبطة في أوقات أصحاب المجلس أو من يلازمها لطبيعة عملهم.
المجالس تقوم بتأدية دورها المطلوب من صقل الفرد وخدمة المجتمع في شتى مجالاتها ، وتقوم على تأصير الترابط والمودة بين أفرادها ، الرجال في مجالس السابق لم يكونوا ينظرون إلى العرق أو الانتماء الطائفي ، فهي قائمة على الطيب ، ولذلك قيل :
أول يقولون المجالس مدارس
يلقي به الطيب مكانه وطيبه
أما المجالس في وقتنا الحالي لم تعد هي نفسها مجالس الأمس ، فلم تعد تؤدي ما كان مطلوباً منها بالأمس من تأديب وتربية وثقيف وتعليم ، بل أصبحت مغرمة بلعب ألعاب الكمبيوتر ومشاهدة التلفاز ولعب الورق .. وغيرها من أمور ساذجة ، فلم تعد تنفع الجيل الحالي بل ضيعته وحجمته ، وكسرت مبادئ المجالس السابقة فجعلتها في انحدار دائم من الأعلى إلى الدرك الأسفل.
وأيضا لم تعد تهتم بالجانب التربوي والأخلاقي فقد أصبحت تخلط بين المحترم والسفيه ، وتبجل الفاسق وتستهزئ بالخلوق , وهذه مشكلة كبيرة ومؤلمة ، تصل في أعلى درجاتها إلى خطر التقلب السريع ، و التقلب السريع يعني تغير قيم المجتمع بشكل سريع وكبير، وهذ ما قاله الشاعر أيضاً :
واليوم لو توقف مع الناس حارس
تلقى مجالسهم نميمه وغيبه
وهذا ما نجده في التراث من ذم لهذه المجالس ، و كمثال نتناول دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام في هذا الشأن " اولعلك رأيتني في الغافلين فمن رحمتك آيستني أو لعلك رأيتني آلف مجالس البطالين فبيني وبينهم خليتني أو لعلك لم تحب أن تسمع دعائي فباعدتني أو لعلك بجرمي وبجريرتي كافيتني " ، فالمجالس أصبحت في غفلة والله لا يحب الغافلين ، لذلك فإنه لا يسمع دعاء أصحاب هذه المجالس المملوؤة بالغفلة المسكونة بكثرة الذنوب الفارغة في فكرها وأخلاقها ، فقامت بتخريج مفسدين.
وهنا يجب على الآباء والأبناء الكبار أن يبحثوا عن كتب في معرفة الأمور المستحدثة والتطور السريع في الحياة لكي يعرفوا كيفية التعامل معها وتربية جيل نافع و مثقف , وأيضا عليهم حضور الندوات التي تتحدث عن هذه المشاكل ومعرفة أدوارهم التي يقومون بها في هذه المجالس , وكذلك على المفكرين والمثقفين والأخصائيين النفسانيين بأن يختلطوا بهذه المجالس لكي يكون دورهم فاعل ويساعدون الأبناء في التفكير والعمل والإخلاص والتفاني وروح المبادرة وقيادة الأمة ، وكما قال الشاعر :
والأجودي للجود فاهم ودارس
يحفظ لسانه عن كلام يعيبه
ومن الوصايا الأربعين :
فالإمام الهادي -عليه السلام- يدخل على طاغية زمانه يقدّم له الخمر، والإمام -عليه السلام- يقول هذه الأبيات المعروفة:باتوا على قلل الجبال يحرسهم *** غلب الرجال فلم تنفعهم القلل وإذا بذلك الطاغية يبكي، ودموعه تجري على وجنتيه.. نعم، أراد أن يعلمنا درساً: أنه عليك أن تغير كلّ جو تبتلى به، ولو كان الجوّ جوّ طاغية من طواغيت زمانك.
إذا اضطر أحدنا إلى الذهاب إلى مجلس من مجالس الغافلين، لغرضٍ من الأغراض.. عليه أن يعدَّ نفسه إعدادا، ويصبّر نفسه، ويلّقن نفسه بالذكر.. وهو في المجلس يشتغل بالذكر الخفي، ألا وهو قول كلمة: (لا إله إلا الله) الذي من الممكن أن يتلفظ بها الإنسان، دون أن يبدو ذلك على شفتيه.. عليه أن يكون من الذاكرين في ذلك المجلس، وبعد ذلك لو زلّ في ذلك المجلس، وقام ورأى قساوة في قلبه، ورأى أنساً مع الغافلين، ورأى أنه خاض مع الخائضين.. أيضاً عليه أن لا ييأس، ويستغفر.. ولهذا عندما ننتهي من كلّ مجلس، يستحب أن نقرأ قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، لتكون هذه الآية كفارة لذلك المجلس.
إن على الإنسان إذا التفتَ إلى خطأه أثناء المجلس، أن يتدارك الموقف، ولو في اللحظات الأخيرة، أو الدقائق الأخيرة منه، ليختمه بخير: بكلمةٍ، أو بموعظة، أو بآيةٍ، ليكون ذلك كفارة له.. وكم من القبيح أن يكون الإنسان المؤمن بنفسه سبباً للغفلة!.. فيدعو أخوانه إلى منزله، ويتكلف لهم الطعام، ويعطيهم من شريف أوقاته.. وهو الذي يكون سبباً في دخولهم في كلّ جدٍّ وهزلٍ، وفي كلّ غفلة!
.. ولهذا على أصحاب المجالس، وأصحاب الولائم، أن يفكروا في قوت أخوانهم الباطني، قبل أن يفكر في قوتهم الظاهري.. فيجمع كرامة الدنيا والآخرة.