الأحد، 20 يونيو 2010

ذكرى الثلاثة وثلاثين لمقتل علي شريعتي..!

ذكرى الثلاثة وثلاثين لمقتل علي شريعتي
المفكر الراحل الدكتور علي شريعتي (1933-1977)
وقتله ظل مجهولاً وياليت من الأخوة البحث عن حقيقتها وكشف الجاني اللئيم والخبيث
يا أحبتي




كان من المفترض تنزيل الموضوع في يوم ذكراه ولكن لإسباب طارئة تأخرنا السموحة يا أحبتي ..!

مقدمة :
لكل عاقل ومتفهم وغير موروث في باطنه وغير متحجر في فكره فأقرأ هذه المقدمة لكي تعي ماذا أقصد وماذا أعني وماهي رؤيتي !!!
إن من يريد النجاة للأمة وأستيغاضها من سباتها الطويل عليه أن يبحث عن الحقيقة , ويعبر عنها كما يشاء ولكن بمنطق وعقلانية وحقيقية , وهذا سيقرب المجتمعات من بعضهم البعض حيث إن مسألة الخلاف كثرة جداً جداً والحاقدين والمتكبرين والمتسلطين والمتعجرفين الذين يجعلون الخلاف يكبر ويكبر ويتسع وعلى قولة المثل من الحبة قبة 0
فإن وصول الباحث إلى الحقيقة في بحثه عنها وعن مبرراتها وأسبابها في غير مصدرها , فكيف يعرف حقيقة الرجل وكيف قتل وكيف حورب من عند وإنه يبحث عنها أيضاً عن خصومه إن صح التعبير.
وكذلك لا يمكن أن الوصول إلى الحقيقة إلا بالقراءة المتأنية والمتأملة والمتجردة لكي تتم الحقيقة والموضوعية , فالعقل المتحجر والمقفل والموروث والمحشي بأفكار سابقة ومعبأ التي تعميه وتصمه فيرى مالا ترى عيناه ويسمع مالا تسمع أذناه .
والحمد الله ..!


أما بعد فإننا نعيش هذه الأيام حزناً وتأثراً لهذا الرجل المفكر الروحاني العقلاني الفيلسوف التنويري العالم المتعلم الجليل واللطيف والحنون والجميل الدكتور الشهيد علي شريعتي رحمه الله , كيف أكتب عن شخص عشقته ولم أراه كيف أكتي عن شخص مثقف ولم اعرف كتاباته وكيف وكيف وكيف وكيف كلها تساؤلات حيرتني ؟
وبعدها الحيرة دلة طريقا ووصلت إلى اليقين ومعرفة هذا الرجل العظيم , وقرأة كتبه جميعاً وقرأة الطاعنون به وبأفكاره وقرأة مأيدين به وبأفكاره ولكن الطامة الكبرى والتي عرفتني إن لا أسلم عقلي للزبالة لكي أكون متنوراُ وعمتني أن لا اغمض نظري للحلال لكي لا أكون أحمقاً .
فتصرف الذين سارو كالحمقى وأرتمو للزبالة فأقول هؤلاء لا عقل لهم فأي حقيقة يريدون البحث عنها فهم من وصفهم الباري بكتابه لقوله تعالى : (( ولقد ذرانا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون )) سورة الاعراف آية 179


وهذه نبذه عن حياته :
كانت لإحدى قرى سنروار في منطقة خراسان وبالتحديد قرية مازينان موعدا مع القدر ، فما أن اطل عام 1933 وأكتملت شهور ذلك العام استعدادا لشهر ديسمبر ولد " علي بن محمد بن تقي شريعتي " ، وكان والده محمد تقي من كبار المفكرين والمجاهدين الإسلاميين ، أسس مع عدد من رجال الدين " مركز الحقائق الإسلامية " في مشهد وكان مهتما بتنقية أصول التشيع مما علق بها عبر القرون من الدخيل والخرافة ، في هذا الجو كبر علي شريعتي ... وفي مشهد أكمل دراسته وكان شريعتي في هذا الوقت المبكر من حياته قد انضم إلى جناح الشباب في الجبهة الوطنية وبعد سقوط مصدق انضم إلى حركة المقاومة التي أسسها زنجاني وطالقاني ومهدي بازركان وعندها سجن شريعتي ستة أشهر ولم يكن قد تخرج من كلية الآداب وفي عام 1959 ورغم كل الظروف أرسل شريعتي في بعثة إلى فرنسا بعد تخرجه من كلية الآداب بدرجة الإمتياز .... وفي عام 1964 حصل علي شريعتي على دكتوراة في علم الإجتماع من جامعة السوربون ، وعندما عاد إلى إيران اعتقل على الحدود بذريعة اشتراكه في النشاطات السياسية أثناء دراسته في فرنسا ، وفي عام 1965 بدأ بالتعليم في جامعة مشهد ، كعالم اجتماع مسلم ، أراد شريعتي توضيح المباديء الإسلامية ومناقشتها مع طلابه ، وهكذا حتى إذا ما اكتسب شريعتي شعبية كبيرة في الجامعة وفي الطبقات الاجتماعية المختلفة في إيران ، شعر النظام بالخطر والخوف منه فقرر النظام وقف فصوله في الجامعة ثم نقل إلى إحدى المدارس الإبتدائية وهناك واصل شريعني مهنته النشيطة والرائعة فحسينية الإرشاد التي أفتتحت عام 1969 لم تجذب فقط ستة الآف طالب الذين سجلوا هناك لكن قد جذبت أيضا الآف الناس من الخلفيات المختلفة التي سحرت بتعليماته ....وللنجاح البارز لفصول الدكتور شريعتي لم تجد السلطة بدا من إغلاق حسينية الإرشاد عام 1973 واعتقلت الكثير من أتباعه وبعدها سجن الدكتور شريعتي 18 شهرا وتعرض خلالها لأقسى أنواع التعذيب ، وبعد ذلك ألزم الضغط الشعبي والاحتجاجات الدولية النظام الإيراني آنذاك لاطلاق سراح شريعتي في 20 مارس عام 1975 ، ومع هذا بقي الدكتور علي شريعتي تحت المراقبة القريبة من قبل وكلاء أمن النظام فكان من الصعب أن يلتقي بطلابه أو ينقل أفكاره وعندها لم يجد شريعتي حلا آخر سوى الهجرة وبعد ثلاثة أسابيع وعلى وجه الدقة في تاريخ 19 يونيو 1977 قتل علي شريعتي بواسطة SAVAK . قاتل الدكتور علي شريعتي بشكل ثابت لخلق القيم الإنسانية في جيل الشباب ، ذلك الجيل الذي قيمه شوهت وحاول إعادة تقديم القرآن والتاريخ الإسلامي إلى الشاب المسلم ليكتشفوا الإنسانية الحقيقة في ذواتهم ويحاربون كل القوات الاجتماعية الحضارية المنحطة .... ألف الدكتور علي شريعتي العديد من الكتب وفي كل كتاباته حاول تقديم صورة واضحة وأصيلة عن الإسلام لاعتقداه بأنه إذا أدرك هذا الجيل الثقافي حقيقة الإيمان فإن محاولة التغير الاجتماعي ستكون نجحا.

تصور شريعتي لتجديد الفكر الإسلامي، خاصة الشيعي، جهداً كبيرا منه في إعادة تعريف المفاهيم الشيعية الأساسية حتى تعكس رسالة الإسلام الشيعي التقدمية كما طرحها شريعتي، ويجب أن نعيد التذكير هنا بتفرقته بين التشيع العلوي الأصيل والتشيع الصفوي المشوش، في إشارة للأسرة الصفوية التي حكمت إيران في القرن الخامس عشر الميلادي ونشأت في ظلها المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية.
ففي ما يتصل بمفهوم «الإمامة» رفض شريعتي التفسير الصفوي له باعتبار الإمام إلهاً صغيراً أو كائناً خارقاً للعادة، أو وسيطاً بين البشر والإله، ورفض تأجيل مناقشة كافة المسائل التي تخص الأمة حتى عودة الإمام. وبالمقابل، دعا إلى تنشيط الدور السياسي للجماهير، وذلك استعدادا لعودة الإمام الغائب حتى يشعر بالسعادة حين عودته عندما يري أتباعه يقلدون مثال الإمام علي ابن أبي طالب ويحاربون من أجل العدالة. ورأى شريعتي أنه في ظل غياب الإمام علي الجماهير تقرير أوضاعها الروحية والاجتماعية تحت قيادة مستنيرة ومؤمنة ونقية.
وهاجم شريعتي التفسير الصفوي لمفهوم «التقليد» بما يعني الطاعة العمياء والامتيازات الخاصة لرجال الدين والإقرار باحتكارهم لتفسير الدين. وهنا وقف ضد الوضع المؤسسي لرجال الدين وأي امتياز يحصلون عليه بصفتهم تلك. كما فسر شريعتي مفهوم «العدل» باعتبار أن الإيمان بالله «العادل» يستوجب نضال المجتمعات الإنسانية ضد الأوضاع الظالمة. وقد رفض التفسير الصفوي لـ «العدل» باعتبار تنفيذه مؤجلاً إلى الدار الآخرة تاركاً هذه الحياة للحكام – مهما كانت درجة فسادهم – وباقياً في حالة «انتظار» وهو مفهوم شيعي آخر يعني انتظار عودة الإمام الغائب.
واعتبر شريعتي احتفالات شهر محرم الشيعية لإحياء ذكري استشهاد الإمام الحسين ذات رسالة واحدة: واجب الشيعة النضال ضد الإمبريالية، والصهيونية، والنهب الاقتصادي، والعنصرية والقهر والاستغلال. فحسب شريعتي ليست احتفالات محرم صرخة من أجل الحسين الضحية الفقير، ولكن من أجل الحسين الذي حارب واستشهد من أجل العدالة، ومثل حق الإنسان غير القابل للتصرف في المقاومة، وأعطي المسلمين درساً في مقاومة التزييف الديني.
ونلحظ أن إعادة تفسير شريعتي لبعض المفاهيم الشيعية من منظور تقدمي جاء مختلفاً عن تفسيرات الاتجاه العام للمؤسسة الدينية الشيعية. وفي كل ما طرحه أكد أهمية المسؤولية الاجتماعية والتغيير الاجتماعي في إطار إعادة تفسير هذه المفاهيم.
ولقد جذب فكره الشباب الإيراني الراغب في التعرف علي دينه وثقافته وتاريخه بشكل جديد لا يتناقض مع أصالته من جهة ولا مع معطيات العالم الحديث الذي يعيش فيه من جهة أخرى.


ومسألته للوحدة الإسلامية :
يشيد كاتبنا بالرؤية التي يتمتع بها شيخ الأزهر السابق محمود شلتوت وإخوانه في تدعيم حركة التقريب بين المذاهب الإسلامية ويصف هذا الدور بأنه واع ومسئول، هذا بخلاف وجود النفوس العالية التي تأبي الهزيمة أمام دسائس المتصيدين في الماء العكر من أعداء الداخل والخارج.
يقدم الشهيد شريعتي شخصية الصحابي إمام المتقين ورابع الخلفاء علي بن أبي طالب، كنموذج حي وراقي، لعملية تأسيس الوحدة الإسلامية والترفع عن الخلافات، والسعي المتواصل نحو التوحيد لا التشتيت، فيقول عن علي بن أبي طالب" كان أول من وضع حجر الأساس وأرسى قواعد الوحدة في المجتمع الإسلامي، أول من قدم القرابين وضحي، وتحمل أثقل ضريبة، ودفع أغلي الأثمان التي يمكن للإنسان الراقي والسامي لمستوي الكون أن يدفعها من أجل الوحدة" وهو يقدم شخصية الإمام باعتبارها باعثة علي التمسك بشعار الوحدة، وشعار التفاهم، وشعار المسيرة الواحدة، والصف الواحد ضد العدو الخارجي، بل إنه يسرد بعض الأمثلة التاريخية المعبرة عن المنطق المعتدل المنصف للتشيع العلوي كاستعانة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب بالإمام علي في بعض المسائل الفقهية أو المشكلات الحياتية، وهذا المنطق يضاهي في اعتداله منطق علماء التسنن المحمدي فمثلا كان علماء التسنن المحمدي يقرون بالفضل للإمام جعفر الصادق، وهذا الإمام الشافعي يعلن محبته لآل البيت، وذاك الإمام مالك بن أنس يرفض أن يُعمم علي المسلمين فقهه بقرار من الخليفة المنصور، ويعلن شيخ الأزهر محمود شلتوت عن فتواه بجواز التعبد بالمذهب الجعفري، هذه مجرد أمثلة يضعها كاتبنا ليوضح الفرق بين منطقين.
يري الأخ الشهيد في المرحلة الثالثة من مراحل مشروعه الفكري النهضوي الكبير "العودة الي الذات الإسلامية" ضرورة العمل علي قيام إسلام عالمي أممي، لا تُكونه قومية أو عرقية أو نعرات مذهبية، بل يكون الإسلام الرسالي هو الجنسية وهو الوطن، ويعطي مثالاً ب"اتحاد الغرب الرأسمالي مع الغرب الشيوعي، وبالأمس كان اتحاد المسيحية والاستعمار أو توافق المسيح والقيصر" وبالتالي " فلابد من قيام العالمية الإسلامية" وينبغي أن "تسكت الخلافات المذهبية تماماً وأن تُدرك مصادرها وتبعاتها وعواقبها والأيدي التي تحركها، وهي الأيدي نفسها التي تحرك مبدأ فصل الدين عن السياسة وتقصد بالدين الإسلام فحسب".

ينادي كاتبنا بأعلي صوته على العلماء من الطرفين فيخاطب علماء الشيعة ويقول " علي علماء ومفكري الشيعة أن يوضحوا أن أجهزة الدعاية للتسنن الأموي تستغل الأقاويل والمزاعم التي يتشدق بها رجالات التشيع الصفوي للإساءة إلي كل الشيعة، وتشويه صورتهم عند إخوانهم السنة، وفي المقابل فإن أجهزة دعاية التشيع الصفوي تفعل الشيء ذاته، فتقتنص أقاويل ودعاوي ومزاعم النواصب والوهابيين وتلصقها باسم السنة جميعا"
ويحث علماء السنه علي التحري والتروي فيقول" على العلماء المخلصين من السنة أن يفندوا هذه المزاعم ويدفعوا هذه الشبهات التي تثار ضد إخوانهم من الشيعة وليقولوا لأبناء جلدتهم أن الشيعة هم من صلب الإسلام لا غير، ليسوا أعداء للمسلمين، ولا حلفاء للصهاينة...لكي لا يقعوا في شرك الأعداء وينشغلوا عن معاداه اليهود والنصاري الذين تسللوا الي عقر دار المسلمين بمعاداة إخوانهم الشيعة".
هكذا رسم لنا شريعتي صورته عن التقريب بين أهل المذاهب بقبول الاختلاف وإحسان الظن والبعد عن التشنجات وإعادة قراءة التاريخ وأحداثه بصورة نقدية ومغربلة، كي لا نقع في خطيئة التراشق بالتكفير والزندقة وأن ننتبه الي ما ينسجه أعداء الأمة للوقيعة بين أصحاب الملة الواحدة.


وتوجد عنده كتب كثيرة ولقد أشارة عليها في نهاية كل كتاب إذا كانت فيها أخطاء فعليكم مراجعتها أكررها لمن يفهم عليكم مراجعتها يعني رحمه الله كان غير متعصباً حتى في وفاته وطالب بالتصحيح ولم يقر في مسائله وكتبه باليقين المطلق ..!
وإليكم الرابط لكتبه :
http://www.daralameer.com/catdet.php?cid=29&catname=سلسلة%20آثار%20علي%20شريعتي

رحمه الله وأدخله فسيح جناته وجعل الله بالفردوس الأعلى آمين يارب العالمين والفاتحة مع الصلوات على محمد وآل محمد ..!
المصادر :


وكيبيديا :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%B9%D8%AA%D9%8A
دار الامير :
http://www.daralameer.com/catdetails.php?catid=27
العلم والدين في الاسلام :
http://science-islam.net/article.php3?id_article=821&lang=ar


فيتامين

هناك 6 تعليقات:

Edrak يقول...

انت صاحب فكر طاهر و عظيم

لله درك

Edrak يقول...

انت صاحب فكر طاهر و عظيم

لله درك

Multi Vitaminz يقول...

وانت كذلك اخي الطيب والمحترم والله يحفظك ويرعاك والأمة عليها أن تكسر حاجز الموروث وتدخل في المجهول والبحث عن الحقيقة التي ظلة مدفونة ..!

سواء إجتماعية أو دينية أو طبية أو أو إلخ ..!

تحياتي لك

secret يقول...

رحمه الله .. فعلا كان فيلسوفا تنويريا

شكرا جزيلا .. استمتعت جدا بالموضوع و على وجه الخصوص المقدمة.

Multi Vitaminz يقول...

لا شكر على واجب اخي سيكريت ..!
وشكراً على مرورك في مدونتي..!

تحياتي لك

TaZmaNiA يقول...

موضوع حلو و نبذه جميله عن المرحوم الله يرحمه